مذكرات جامعية 2

                                                                ....
مدخــل:
قرب النافذة !
أختلست النظر من ثقب صغير بحثاً عن معالم الحياة..
فوجدت الروابي والجبال شاهقاتٍ..
وجدتُ الأشجار يانعات..
والأغصان تتراقص طرباً عندما تحط الطيور فوقها..
وجدتُ الأزاهير الصغيرة تخالجها قطراتُ الندى فتداعبها بشفافية..
وتكتسي الحُل الجميلة..
حلقت نظراتي للسماء ..
فأصطدمت بالغيوم بهفوة..
نظرتُ لأتساع السماء والزرقةُ لا تفارقها ..
كانتا كالروح والجسد..
وتُفرض السحبُ بياضها عليها..فتكسبها بعضاً من النقاء ..
والرونقية ..لتكتمل آياتُ البديع..
وجدتُ الحياةَ فوق الحياة..
...
...

ها أنا أقضي سنواتي الأخيرة في الجامعة وأعيشُ لحظاتها المتمردة وشيخوخية الدقائق
والثواني .. مسيرةُ الأيام تمضي ببطء قاتل .. أعصر رداء الصبر في تِينِكَ الروح التي لا زالت صامدة.. وكأنني أحتضر بين كل صحوةٍ وصحوة ليوم جامعـيٍ طويل ..
أحاول الوصول للمحطةِ الأخيرة فأسقط .. لتجرني هي بأذيالها
وتعيدني لحانات البداية والأنتظار..
فأصمدت !!
لتتزاحمَ في الذاكرة سنواتي الأولى ومنذُ 
اللحظة الأولى التي ألقت بي الأقدار إلى تلك السكة والمعبر في كُلحةِ السواد..
ليهدأ ضجيجي قليلاً..
ي الله هل تُراها مرت السنوات كسرعةِ البرق؟
ليدنوا مني تخرجي..
وتربِتُ السعادة حينها على أكتافي ..
احتاجُ فقط لجرعاتٌ من الصبر لأقف أنا وتأخذ الحياةُ مجراها ..
لقد نسيت كل الأشياء التي سببت وخزي بالألم ،
كل ما أمامي الأن :
...
كان نتاجاً لكل مافعلته فيما مضى ..
مايدفعُني للكتابةِ الآن ؟؟

..
هو الشعور الذي يلازمني و لأن الأشياءَ ترحلُ سريعاً !
ولأن ذلك الشعور يرحل عني تدريجياً ..
أكتبُ هذا الآن..
..

لقد أحببت تخصصي/!
-هذا ماكُنتُ أفقده في تلك السنوات التي مرت ولا عادت..
ببساطة مُطلقة أحببتُ ماعليه انا الآن ..
أحببتُ المحاضرات .. 
أحببتُ أوقاتي أستماعي لها..
أحببتُ طعم الأجتهاد ..
أحببتُ لذة المذاكرة..
أحببت تدوين النقاط الأساسية في وقت المحاضرة..
أحببت كل مايتعلق بتخصصي سواءً داخل فناءِ الجامعةَ أو خارجها..
أحب كل من يسألني عن دراستي وتخصصي..
 أما مادفعني للأستمرار كان..
....
...


في جلسة سُمرة ونحنُ محلقين في أحاديثنا الطويلة مع والداي
كانت أمي تشاركنا رسائل الواتساب في هاتفها..
وفي رسالة مدرجة بمقطع فيديو :
ما دفع أمي للحماس مشاركتنا بِمشاهدة تلك المعجزة الربانية التي تجلت في خلقه سُبحانه ..
مقطع الفيديو كان عبارة عن شخصٍ مُتحدث حيث يأخذنا لعالم البحار
ومافيه من مخلوقات !
 كان والداي مندهشين برؤية حيوان بحريٍ دقيق الشكل وشفاف..
فتجلت تسابيح الخالق بشفاههم ..
في حين أنني لم أنهدش معهم بتلك الحيوان اللطيف..
-تسألني أمي حينها ما إذا كنا قد درسنا هذا المخلوق..*بما أنني طالبة إحيائية *
*لم أفدكُم بذلك من قبل*
كان هذا الكائن الصغير المُتعجب به:

...

كنا قد درسناه  في السنة الدراسية الثانية  ..
أجبتها : لقد درسناه ..
مُعرفةً بالحيوان:
-يُسمى : بالسهيم.
- يصنف ضمن قسم الحيوانات اللافقارية وهو كائن يعيشُ في البحار العذبة 
يتحرك حركة مغزليه الشكل / شفاف لا ترى تفاصيل جسده الداخلة إلا بالمجهر الألكتروني ،
يتغذى على الحيوانات البحرية الدقيقة والمجهرية ..
له جهاز هضمي بسيط التركيب.
..
الآن بدت معالم الذهول من والداي !
 تفسحت البهجة على ملامحهم بفخر شديد،
وتتراكم التساؤلاتُ علي!
وفي أجابة لهم وتباشير الفرح تبدو على ملامحي :
كان هذا العلم من تخصصي الذي انا فيه الآن ، تبقى البصيص من معلومات السنة الماضية..
إلى ذلك الحين وأنا أفكر ..
هل يجبُ علينا أن نكون راضين تجاه إي قدر يُفرض علينا ؟
هل يجب علينا أن نرضى بالواقع المرير الذي أرتمينا فيه ؟

نعم ، يجب علينا الرضى تجاه قوانين وظروف الحياة مهما بلغت قسوتها وجفافيتها ، يجب علينا أن نكون مستعدين لأي قدر يختارنا ،
_الشعور بالرضا إحساس غير متدارك في اللحظات العصيبة .
من السهل جداً أن نضجر ونشتُم الحياة رغم جمالها حين يُفرضّ علينا أي أمر لم نألفه بالرغم من أستمراريته وجريانه في حياتنا حتى يُصبح أمراً طبيعياً بل ومن الصعب التخلي عنهُ.
- بينما يصعب علينا تقبل ذلك الأمر المفروضِ علينا بإعتباره أمراً سيصبح أعتيادياً ولو بعد حين ..


..
وفي ليلة شبيهة بتلك السُمرة وتبادل الأحاديثِ ..
تسأل أختي التي تكبرني سنناً في منتصف سُمرةِ الحديث ..
.....
مامعني أن الدم أحمرُ اللون ؟
> وكأني أخوض مسابقة أجوبتها بديهية ..
في إجابةٍ لها بكامل حماسيتي:

إن صبغةَ الهيموجلوبين لم تكن وضيفتها فقط..
حماية الدم من التجلط!
فلقد أكتشف عُلماءُ الإحياءِ مؤخراً..
أن / الهيم / 
هي ذرات الحديد المرتبطة بالـ"جلوبين"
و الجلوبين:
بروتين مرتبط بذرات الحديد والمصنف ضمن البروتينات الملونة التي تكسب الدم لونه الأحمر.
__________________________


فهذا العلم قد نقش نوره على صدري وفي كُل سُمرة فائدة ..
عزيزي/تي :
أيّها القاريء/ه
المنتقبل عبر مدونتي:
فتحتُ مدونةً هنا لنقل فلسفتي الحياتية والدراسية .
والغرض / خروجك لفكرة..
_______________________________



#تــــم_بحمدالله

تعليقات

المشاركات الشائعة