تساؤلات تُهِم كل كاتب/ـه

في سنواتي الأولى ومنذ ان أبحرتُ في عالم الكتابة وتزاحم الأوراق حولي ,
كانت موهبة الكتابة  تكبر معي وتشاركني طفولي وشغبي وفي جنوني كانت تترجم كل افعالي على هيئة ورقة ناضجة تتوسدُ الصبر أملاً في أن تراني يوماً مــا ..
فتاةً مفعمة بالنضوج و من ذلك اليوم ..
تحقق المراد فكان هذا اليوم و من هذه اللحظةِ التي أكتب فيها بكل ما أوتيتُ من رزانةِ عقل !
والكــل تساءل كيف لي الآن أن أنثر أحرفاً تكون كفيلة بترجمة كل الأحاسيس المجهولة داخلي !
على الأوراقِ قديماً و صفحات الأنترنت حديثاً !
لم تكن الكتابة مجرد هواية أكثر من كونها فعلاً روتينياً نشأت منذ ولادتي ونبغت بلحظات بلوغي ..
فـ منذ نشاءتي كان شيئاً ما يولد ويكبر داخلي هذا العالم الكبير الذي يسكنني وأسكنه يستلج تارةً ويهدأ أخرى !
كانت روحي تعج بحياةً أخرى غير هذه الحياةِ التي ألفتها وعشتها مع أهلي ومع من هم حولي  ،
-تعلمت الكتابة على السطور والورق وأبحرت سفينتي بلا مرسى أبحرت بقيادةِ قبطانها الصغير ..
قبل ان تُخلق لي يدان للكتابة كان لي عقلٌ يفكر ..
وبعد العقل تأتي اليدان ..
سأطرح النقاط علي هيئة أسئلة، حاول أن تُجيب عليها قبل أن تقرأ رأيي الشخصي .


- س: ماهو دافعك للكتابة؟
حين لا أجد ما أكتب أسأل نفسي هذا السؤال؟
وكنت أبحث عن الدوافع التي تزيد من قابليتي للكتابة ..
وبعد مدة وجدت نفسي تهيّجت لكتابة شيءٍ مــا فكتبت..
وعندما جلست مع ذاتي قليلاً لأبحث عن دوافع الكتابة وجدتٌ أن الساعات الأولى من الصباح تحرك المشاعر و تجدد طريقة التفكير وتنشط العقل لذا أكتب كثيراً في ساعات الصباح الأولى .
أيضاً القهوة بأنواعها ولذاذتها المختلفة كانت دافعاً من دوافع الكتابة العميقة والدافئة.
والكتابة في الظلام لها جوانب عكسية فهي تمتص الأفكار السلبية ..
 وأخيرا لا بد ان تكون النفس حاضرة في أوج استعدادها للكتابة في أي زمان ومكان .


- س: لمن تكتب؟
منذ سنواتي الأولى حين كنت بذرة تشاغب العالم وقلبي كقطعة من السماء لا يشوبه دخان المدينة و لا رماد الحريق و لا بقايا حُطام كتبت عن صفاءِ السماء و السحب تغطيها ,
كتبت عن زخات المطر اللطيفة و المطر المنهمر الغزير ،
كتبت عن الزرع والورد والأشجار ،
كتبت عن كل منظر بديعي من الإلــه ،
وكتبت عن براءة اطفال فلسطين حين أحسست أن براءتي جزء منهم أمام خيبات هذا العالم وفي وسط ظنون البشر التي لا ترحم..
كتبت عن الأشياء حولي وكان داخلي يمثلني ..
أما الآن ومع تناقض جسدي مع روحي وقلبي وحين اصبحا كشيء مُتضارب و من ومنظار آخر أجد هذا الانعزال الكبير تجاه نفسي والعالم المحيط حولي ..
فأنقلب كل ما اكتب الى بقايا من حُطام ..!
وهشاشةَ تفكير ..

- س: إلى أين تصل طموحاتك؟
لا أبني طموحاتي خلف ما أكتب فأنا اكتب لأن الكتابة صديقتي و ما دمت أكتب فأنا مُحلقة دوماً كطير طليق ومن دونها يتوقف عقلي عن التفكير ويداي عن الكتابة ويكبر جسدي برأس فارغ واُسّـجن ،
فأكبر طموحاتي في أن أكتُب.. و أكتُب .. ثم أكتُب ،
و أن توصلت يوماُ ما في كتاباتي إلى شيء ذا قيمة مجتمعية فهذا سيسعدني بالتأكيد و يطور من مستوى كتاباتي ..
- س: كيف أقيّـم نفسي؟
يمكنك تقييم نفسك من خلال حدسك الكتابي الماتع حيث يأخذك الى عوالم أخرى حين تقرأ وتراجع النص أكثر من مرات إلى أن يصل الى ذائقتك ومن ثم شارك ، و أنشر  نصك ليصل لأكبر جهور مُمكن و تقمص آراء الجهور و إعجاباهم من خلال قنوات التواص الاجتماعي فالجهور مُكمل لتقييمك ويمكنك من خلالهم تحسين مستوى كتاباتك ..وتذكر : إن إرضاء الآخرين هو بداية الفشل .
جرّب عند الانتهاء من الكتابة أن تتركها لساعات قبل النشر، وأذهب لعمل أي نشاط آخر، ثم عد لقراءتها وستشعر بالتقييم الحقيقي للنص حسب ذائقتك الفعلية، لا حسب النشوة الكتابة لحظة انتهاء العمل، وستقرر حينها نشره.





- س: ماهي الأدوات “ الروحيّة” اللازمة حتى أصبح كاتباً ماتعاً ؟
-القراءة. " اذا لم تكن للقراءة قيمة في حياتك فأعلم أنك لن تصبح كاتبا متطلعا ومبدعا.
-المواقف النابعة من تجربة حسية وليست من مواقف الآخرين.
-الحس الأدبي الفصيح.
-الصدق في الكتابة وتصوّر الأماكن تصويراً دقيقاً يجعلك تتنفس وتحلق بعيدا عن الواقع .
-الاستمتاع والحُب بما تفعله.
- الاتقان.
- الاستمرارية في الإنتاج والممارسة الدائمة، ولا يعني هذا أن كل المخرجات سوف تكون جيدة.
- تغذية الفكر بالقراءة في جو هادئ.
- خلق بيئة ملهمة من حولك.

 هذه الفكرة مستوحاة من مدونة " لينا عامر " على طريقتها الفنية وعلى طريقتي الكتابية.

تعليقات

المشاركات الشائعة